ثلاثة أمور شغلت ومازالت تشغل بال الوسط الرياضي السعودي أكثر من غيرها وهي إن دلت على شئ فهي تدل على أن مساحة الإهتمام ( بالهم ) الرياضي تطغى على سواها بشكل غير مسبوق خصوصا بوجود مكائن ( وكمائن ) إعلامية مهمتها الأولى زيادة الأعداد المطروحة للبيع وجذب القاري باية وسيلة ممكنة ويبدو أن الوسيلة الأسهل هي الإثارة التي تنتج عن الشعبية الجارفة للأندية السعودية ... وهذه المسألة قد تكون سلاحا ذو حدين ....
فهي قد تكون مقبولة لا وبل ومطلوبة لزيادة الحراك الرياضي وزيادة التفاعل مع الأحداث وهي أمور تجري في كل بقاع الدنيا ولكنها في بعض الأحيان تنقلب إلى النقيض إذ تجاوزت الحدود المسموح بها فتزرع بذور الفرقة والتباعد بين محبي ( ومتعصبي ) هذه الأندية ونحن نتحدث هنا عن ملايين من البشر ولا نتحدث عن آلاف ....
فمثلا مسألة غياب أو تغيب او مغادرة نجم الهلال والمنتخب خالد عزيز عن معسكر الأخضر تم تضخيمها بشكل غير مسبوق ( خاصة وان اللاعب مشهود له بالأخلاق العالية من قبل الجميع ) لابل عن بعض البرامج التلفزيونية اكلت وشربت على هذا الموضوع رغم نه في قناعتي مسألة إدارية بحتة تعامل معها إتحاد كرة القدم بكل شفافية ممكنة وأوقف اللاعب لأنه ببساطة لم يقم بإبلاغ إدارته بسبب غيابه رغم أنه كان بإمكانه ذلك ولكن أرجو أن يفهم الجميع أن اللاعب بشر والبشر يخطئون والمطلوب هو عقوبة تتناسب وحجم الخطأ وأيضا وحجم اللاعب وتاريخه وسيرته الذاتية ... فلاعب خلوق ليس كلاعب ( راعي مشاكل ) ولهذا حكمنا على نطحة زيدان لماتيراتزي على خلفية زيدان وخلفية ماتيراتزي المشاغب وهذا لم يمنع من معاقبة زيدان على فعلة ما كان لمثله أن يقوم بها مهما كانت الإستفزازات ولكننا في الوقت نفسه لم نمحو تاريخ هذا اللاعب بجرة قلم وبقي كبيرا في نظرنا ونظر العالم .....
مسألة أخرى كانت ملامحها ترتسم رويدا رويدا هي إقالة كندينيو مدرب الإتحاد الذي علت الأصوات ( الإتحادية ) وعبر هذه المطبوعة تحديدا تطالب بإبعاده بعد أول مباراة لعبها العميد وكانت مع نجران رغم فوزه بها بهدفين .... ثم أصبحت أكثر إلحاحا بعد التعادل مع الوطني وبالطبع لابد دائما من شماعة لأي مستوى لايعجب الجمهور وكالعادة الشماعة جاهزة ألا وهي المدرب ( اجنبيا كان أم وطنيا ) .... ولاداعي لذكر آلاف الأمثلة في هذا السياق ... ومهما قيل عن ظروف خاصة لكندينيو إلا أن الثابت أنه أقيل ولم يستقيل ( قبله قال ديميتري إنه سيستقيل وسيعتزل ولن يدرب في حياته لاٍسباب خاصة ) وبعد أيام لحس كلامه وهاهو يدرب في قطر .....
أما الإشارات الرياضية التي سمعناها في المسلسل الكوميدي الأشهر طاش ماطاش فقد فسرها كل على ليلاه من منطلقات ربما لم تكن أصلا في بال أصحاب المسلسل فهم يتناولون الظواهر الإجتماعية والإقتصادية وحتى السياسية التي يعيشها الموطن العربي والرياضة جزء لايتجزا من هذه الظواهر .... الأمور كما أراها أبسط من أن نعقدها ولكن البعض يصر ويلح على تعقيدها لألف سبب وسبب ....